[b] بسم الله الرحمن الرحيم
لقد صدق " ناصح الطريق "
تضايقت بشدة بسبب الوقوف الطويل عند تلك الإشارة الضوئية التي أصبحت عائقا مزعجًا يحول دون وصولي إلى الاجتماع في الموعد المحدد ..تضايقت وأصابني إحساس بالتبرم الشديد، حتى أطبقت شفتي على بعضهما بطريقة غاضبة توحي لمن يراني بما أنا عليه من الضيق الشديد وسمعت صوت منبه السيارة التي بجواري يرتفع أكثر من مرة مما زادني ضيقا على ضيق ! فالتفت إليها ونظرت إلى سائقها نظرة لا يخفى على من يراها ما فيها من التأنيب الشديد وفوجئت بأن الرجل كان يريد أن يتحدث إليّ حيث أشار إليّ بأن أرخي زجاج سيارتي ليحدثني، وأرخيت الزجاج وعلامات التضايق مفصحة عن نفسها
قال لي : السلام عليكم
قلت متثاقلا : وعليكم
قال لي مبتسما : مالي أراك مبلِّما يا رجل ؟
قلت : أما ترى هذا التزاحم الذي أمامك ؟؟
قال : بلى ، أراه .. وهو يبعث على التضايق، ولكن لدينا دواء يقضي على إحساسنا بالضيق
قلت وقد زاد إحساسي بالتبرم من الرجل : وما هذا الدواء أيها الطبيب الماهر ؟
قال : ( سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ) إنها ستجعلك تنسى ما أنت في
قال الرجل : نظرت إليه نظرة احتقار لهذه العقلية التي تتحدث معي في هذا الوقت بهذه الصورة مع أنني على يقين بصحة ما قال ولكنني كنت في تلك اللحظة أرى أنه لا مكان لهذا التوجيه هنا .. فما زدت على أن أغلقت زجاج سيارتي وأهملت الرجل ولم أرد عليه بكلمة واحدة
ورجعت إلى حالة الضيق ، وطال الوقوف حيث أصبحت السيارات أرتالاً وتبين لنا أن حادثا مروريا مؤسفا كان سببا في هذا التزاحم
فكرت فيما قال الرجل ، واختلست النظر إليه فرأيت شفتيه تتحركان وعلى وجهه علامات البشر والارتياح
فأخذت أردد ما أرشدني إليه من الذكر والتسبيح وما كررت ذلك مرتين حتى بدأت أشعر بالارتياح ، ثم أحسست بأن غيوم ذلك التضايق تتجلى عن قلبي وذلك الشعور بالتبرم يتلاشى حتى خفَّت روحي وانشرح صدري وما شعرت بعد ذلك إلا بالسيارات تنطلق بعد أن زال سبب التزاحم وانطلقت وأنا أدعو لذلك الرجل وأشعر بالخجل من نفسي حين واجهته بالتبرم ولم أقل له كلمة شكر على ما قال
ولولا أني تأخرت عن موعدي للحقت به واستوقفته وعبَّرت له عن أسفي على ما بدر مني وشكري له
وتقديري
وقلت لنفسي : سبحان الله كم نغفل عن هذا الكنز العظيم وهذه الغنيمة البارد
وكم نقف واجمين بشفاه مبلمة وقتا طويلا ، كان الأولى بنا أن نستثمره في ذكر الله عز وجل والاستغفار حتى نفوز بخيري الدنيا والآخرة
لقد صدق " ناصح الطريق " وقد جربت فجربـــوا
( اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )
قال صلى الله عليه وسلم : لأن أقـول
( سُبحان اللهِ ، والحمد للهِ ، ولا إله إلا اللهِ ، واللهُ أكبرُ )
" أحبُ إلىَّ مما طلعت عليه الشمس "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" كلمتان خفيفتان على اللسَان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن "
( سُبحان الله وبحمدِهِ ... سُبحان الله العَظيم )
[/b]